mardi 17 juillet 2007

بطاقة تعريف المدرسة

المدرسة العتيقة
تيمزكيد أوسرير

مقدمة

رغبة منا في إظهار ما خفي من تاريخ بلدنا العريق، بالضبط والتحري واستقاء المعلومات من المصادر الموثوق بها، من الارسام والعقود التي تعتبر مراجع ضرورية لاستكشاف ما سجلته من مرحل زمنية عاشها أجدادنا ودونوا فيها أخبارهم ومعاملاتهم وأحداثهم، وعلى ضوء هذه المراجع نقدم لابن بلدنا الراغب في معرفة ماضي أسلافه، كمحاولة متواضعة لوضع بطاقة تعريف لهذه المدرسة العلمية المزالية العتيقة المسماة تيمزكيد أوسرير


التعريف

أسرير، مصطلح أمازيغي معناه كل بسيط من الأرض، يتكون عادة من أرض صلبة خالية من الأحجار والنباتات، وقد حلل علماء اللغة الأمازيغية هذه الكلمة فقالوا إن جذر الكلمة هو (رُورْ) بالأمازيغية أي (اِجِرِي) بالعربية، وهذه الكلمة يمكن أن يشتق منها أن المكان الذي يدعى (أسرير) هو ميدان للجري أو الركض، ويتوافق هذا المعنى حالة الموقع الذي تتواجد فيه المدرسة العتيقة (تيمزكيد اوسرير) بأيت مزال، أي (مسجد ميدان الركض)، ومما يثبت ذلك أن هذا المكان هو الوحيد المنبسط والمستوي بين تلك الجبال وشعاب وضفاف الوادي المجاور له، ومن ثم ربما كان هذا المكان أيضا يستعمل قديما كميدان للفروسية أو مباراة السباق في المواسم والأعياد
وعند اللغويين الأمازيغيين الآخرين، تعني كلمة (أسرير) النادي، وربما يكون هذا المعنى أيضا مطابقا لدور هذه المدرسة العتيقة في تاريخها القديم حيث كانت تعقد فيها ندوات  القبيلة واجتماعاتها لمناقشة المشاكل الاجتماعية المختلفة، الى جانب مهامها العلمية والدينية 

الموقع

تقع مدرسة تيمزكيد اوسرير على الضفة الجنوبية لوادي أيت مزال بين قريتي سيصيض وبيوكرى بمنطقة أفلا واسيف – بالجماعة الترابية لأيت مزال – دائرة أيت باها – إقليم شتوكة أيت باها، ولا يعرف تاريخ بنائها بالتحديد، غير أن بعض الوثائق والمخطوطات والرسوم تشير إلى أنها كانت موجودة منذ قرون عديدة، وتدل على ذلك المهادم والاطلال المحيطة بها والمسماة ايخربان ومنها القصبت ايت عيس ايزاطان ايغالن تيفغلت اوبعوض وتامرزكانت وتاووراكت وغيرها من المهادم البعيدة المنتشرة في أفلا واسيف، مثل أخريب واملن وايفرض ايفقيرن، وأكادير نحروش وغيرها كثير مما لم نكتشفه لحد الآن، هذه القرى المندثرة هي التي كانت مشارطة مع فقهاء هذه المدرسة منذ قرون، ثم خلفتها بعد فنائها مع الزمن هذه القرى الحالية المنتشرة في منطقة أفلا واسيف بأثلاثها أسيفان وايزوكاين وايغزرانان 

والدلالة الثانية التي تؤكد على عراقة هذه المدرسة الدينية وجود بعض المصاحف التي اكتشفت في خزانتها والتي تبرهن على ما قامت به هذه المدرسة من دور فعال في تعليم القرآن الكريم، والحديث النبوي الشريف، الى جانب ما تقوم به من الإفتاء وفصل المنازعات الفردية والقبلية هذه المدرسة التي كانت في الماضي بالنسبة لطلبة العلم، منهلهم العذب ومجلسهم الحافل، وملاذهم الآمن، كما اشتهرت بما قامت به من الأعمال الخالدة والأدوار الكبيرة، وما مرت به من المراحل، وقطعته من الأشواط عبر التاريخ في الدفاع عن حوزة الدين والقيم الروحية، ونشر العدالة في المعاملات بين الناس ولقد اهتم أسلافنا من سكان بلدنا في الماضي بحماية أصول الدين وتصحيح العقيدة المستمر وتمكين القلوب من الأسس الإسلامية الصحيحة، فأسسوا هذه المدرسة العتيقة واعتنوا بها أيما اعتناء بل خصصوا لها جزءا من ثرواتهم وأملاكهم ومحاصيلهم الزراعية، فحبسوها وأوقفوها عليها لفائدة العلم والعلماء العاملين المخلصين الذين أفنوا حياتهم في خدمة العلم وصيانة الثقافة الإسلامية وإبلاغها إلى الأجيال التي تلت عهودهم ليعملوا بدورهم على المحافظة عليها وإحياء ثراتها ونحن كجيل حاضر ووارث لهذا التراث لا يفوتنا أن ننوه بما قام به المحسنون من عناية فائقة ومجهود كبير، حيث قاموا بتجديد وتوسيع كلي لهذه المدرسة في سنة 1996م، فأصبحت الآن تتوفر على مرافق هامة ومختلفة، منها مسجد تقام فيه صلاة الجمعة لأول مرة في تاريخ المنطقة، وصومعة، وسكن الإمام، وغرف للطلبة، وقاعة للدروس، ومجلس، وأماكن الوضوء، وساحة، وبئر، وخزان الماء، إلى غير ذلك من المرافق الملحقة بالمدرسة، وهذا يدل على مدى اهتمامهم واعتنائهم المشكور بهذا المعهد الخالد الذي درج منه أسلافنا العلماء والفقهاء
ولإلقاء نظرة موجزة عن تاريخ هذه المدرسة، نستعرض ما توفر لدينا من أسماء السلف من الفقهاء وأئمة العلم الملازمين لها والقائمين عليها في الماضي، لنعلم ما لهم من فضل في نشر العلم والدين، كما نورد بعض المصاحف التي وجدت في خزانتها
وفيما يلي بعض المصاحف التي وجدت بخزانتها وقد أصابها القطع والتلف وأضاعت منها حشرة الأرضة أجزاء من أوراقها
------------------------------------
أولا : مصحف القرآن الكريم

مكتوب بخط الفقيه سيدي عبد الله بن احمد من أضار اوامان – وقد ترجمها الفقيه بعبارة رجل الماء أي قدم الماء – وكتب في خاتمته الكلمة التالية : كمل النصف المبارك بحمد الله تعالى وحسن عونه وتوفيقه الجميل وبمنه على يد كاتبه العبد الضعيف الذليل المذنب الراجي عفو مولاه ولوالديه ولأحبابه وأشياخه وجميع المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات اللهم اغفر للجميع برحمتك وعفوك وجودك يا ذا الجلال والإكرام يا الله يا رب العالمين، وفرغنا من نسخه قرب الظهر يوم السبت الثالث من جمادى الثانية عام 1134 هجرية / 1722م كتبته للطالب محمد الوزالي من ذراع اميسن بلغ الله مراده وعرفنا خيره ووقانا شره آمين. عبد الله بن احمد بن محمد الساكن برجل الماء أضار أوامان لطف الله به آمين - انظر صور المصاحف
ثانيا : مصحف القرآن الكريم
مكتوب بخط الفقيه سيدي امحمد بن امحمد بن امحمد بن عبدالرحمن اليوسي ثم الجموتي. وختمه بالكلمة التالية : انتهى نصف كتاب الله العزيز بحمد الله وحسن عونه وتوفيقه الجميل على يد كاتبه المزلة الناقصة من ما نشئت إليه ... وكان الفراغ منه زوال يوم السبت الذي هو خمسة عشر يوما مضت من جمادى الأول عام 1158 هجرية ويوافقه سنة 1745 ميلادية - انظر صور المصاحف
----------------------------------
ثالثا : مصحف القرآن الكريم

مكتوب بخط الفقيه سيدي عبد المالك بن احمد أداسكو، وختمه بالكلمة التالية : كمل بحمد الله وقوته وحسن عونه وتوفيقه، على يد كاتبه الضعيف الفقير عبد المالك بن احمد أداسكو في وقت الضحى يوم الثلاثاء الذي هو إحدى عشر يوما المحرم عام 1295 هجرية / 1878م ثم أعقبها بالدعاء التالي : اللهم اجعل آخر كلامنا لا إله الا الله محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، اللهم اختم علينا بالإيمان والإسلام، ومن كتب الكتاب ولم يذكر اسمه ... فيا رب لا تقطع رجاء فإنني على كلمة التوحيد لست بغافل - انظر صور المصاحف
-------------------------------
رابعا : مصحف القرآن الكريم

كتب في صفحته الأخيرة ما يلي : ملك لله في يد عبده الضعيف وأصغر عبيده الخاطئ المسيء المذنب الراجي من مولاه هو ربنا جل وعلى سائل من ربه السلامة في الدارين بجاه النبي وآله عبيد مولاه : محمد بن عبد الله بن احمد بن إبراهيم بن عبد الله بن امحمد بن علي بن مسعود بن الحسن – أحسن الله حاله وحال المسلمين – الوزالي من ذراع اميسن. فعلى من نظر فيه وقرأ منه قليلا أو كثيرا أفضل الدعاء لنا ولكاتبه ولكاسبه والقارئ منه والناظر فيه ولسائر المسلمين أجمعين فالله يجمعنا في دار النعيم - انظر صور المصاحف

--------------------------------
فقهاء المدرسة

انظر صفحة فقهاء المدرسة العتيقة تيمزكيد أوسرير

--------------------------------------------
البطاقـة التقنيـة
للمدرسة العتيقة تيمزكيد أوسرير بعد تجديدها

تاريخ بداية أشغال البناء .................................. مارس 1994
تاريخ نهاية أشغال البناء .................................. يوليوز 1996
مصدر التمويل .............................................. مجموعة من المحسنين
المساحة العامة للمسجد ..................................... 700 متر مربع
المساحة المغطاة للمسجد ................................... 250 متر مربع

مرافق المدرسة العتيقة

مقصورة الصلاة الرئيسية
مقصورة الصلاة الخاصة بالنساء
صومعة بعلو 17 متر
قاعة الوضوء مع 6 مراحيض
سكنى الامام بصالون
قاعة للجلوس
قاعة الدروس
قاعة الاستقبالات
قاعة تخزين الحبوب الأعشار والمواد الغذائية
وقد ألحق بالمدرسة العتيقة مساحة إضافية لبناء مرافق أخرى مستقبلا

--------------------------------------
*
* * *
والمدرسة العتيقة تيمزكيد اوسرير مدرجة في قائمة المدارس العتيقة المغربية
في الموقع الرسمي الالكتروني لوزارة الأوقاف والشؤون الاسلامية

* * *
*
----------------------------------
تحرير : محمد بن الحسن زلماضي

Aucun commentaire: