lundi 11 mai 2009

وثيقة بناء مسجد سيصيض

* * *

وثيقة بناء مسجد سيصيض

بقبيلة أيت مزال

-------------------------------------------------

 هذه وثيقة ثمينة تتعلق بفتوى حول تمويل مشروع بناء مسجد قرية سيصيض بقبيلة أيت مزال، وقد أصدر المفتي هذه الفتوى استجابة لطلب سكان هذه القرية، بعد أن استشكل عليهم الأمر في مصادر تمويل صندوق المسجد، ووضع ميزانية خاصة لبنائه

وبما أن مركز منطقة أفلا واسيف هو المدرسة العتيقة تيمزكيد أوسرير فلابد من وضع طلب السكان لدى محاضر هذه المدرسة، والذي سيرفعه بدوره الى مفتي القبيلة للنظر في فصل هذه القضية

وسيجد القارئ بين سطور هذه الوثيقة رأي العلماء في أعراف قبيلة أيت مزال، ومدى احترام القضاة والفقهاء لأعراف البلد الذي يستقرون فيه بسوس، بشهادة العلماء الكبار، والذين ينتشرون في المدن العلمية الكبرى، كفاس ومراكش، ونظرا للبعد الشاسع بين مراكز المخزن ومناطق القطر السوسي الذي عرف عنه ضعف التواجد المخزني في ترابه عبر القرون الماضية، وأمام هذه الوضع الاجتماعي والسياسي، أعطى المخزن المركزي للسادة القضاء في سوس كامل التصرف مع ما تقتضيه الأحوال والأزمان، رحمة بالعباد

وبناء على كل ما أورد في هذه الوثيقة من تحليلات أصدر المفتي فتواه بأن توضع ميزانية بناء المسجد على تجرية الأثلاث

ثلث على الكوانين : جمع كانون، والكانون هي الأسرة وتسمى بتاشلحيت تاكات

ثلث على تايافوت : وهي المحصول الزراعي الذي ينتج من الأملاك الحبسية الموقوفة للمسجد

ثلث على النوائب : وهي الواجبات التي يؤديها السكان للمشارطات والتبرعات والأداءات الواجبة على السكان للمسجد وإمامها وطلبتها والتي تسمى بتاشلحيت لحضار

وفيما يلي نص هذه الفتوى منسوخا ليسهل على المستطلع قراءتها، وقد أصدرها العلامة المفتي سيدي ابراهيم بن محمد المسفيوي، وهو أحد علماء قبيلة أيت مزال المشهورين، حيث ورد ذكره في كتاب المعسول للعلامة المختار السوسي

------------------------------------

نص الفتوى

------------------------------------

الحمد لله وصلى الله على سيدنا محمد وآله

وبعد فيجب على القاضي والمفتي مراعاة أعراف البلاد وعوائدها والعادة كلما تقررت في شيء اعتبرت

قال الإمام القرافي في الفرق الثامن والعشرين من قواعده، مهما تجد العرف فاعتبره ومهما سقط فأسقطه، ولا تجهل تحمل على المفضول في الكتب طول عمرك، بل إذا جاءك من غير إقليمك من يستفتيك فلا تجره على عرف بلدك بل استند على عرف بلده وأجره عليه وأفت به دون عرف بلدك والمقرر به كتبك، قال فهذا هو الحق الواضح والجمود على المنقولات أبدا ضلال في الدين وميل عن مقاصد علماء المسلمين والسلف الماضين وفتنة في الأرض وفساد كبير

وفي تقييد اليزناسي : من عرف أعراف الناس فعدل عنها وينقل الأقوال المتقدمة عن القدماء فقد أخطأ طريق الحق والصواب لأن تلك الأقوال إنما هي حيث لا عرف، وما ذكر كله بنقل الوفراني في أحكامه للقضاة

وعلى هذا تجر نازلة أهل سيصيض في بناء مسجدهم إن لم يكن للمسجد مال يبني به فيفرض على الأثلاث، ثلث على الكوانين، وثلث على تايافوت، وثلث على النوائب، كما هو عادة الناس في هذه البلدة في فرض حضار أئمة مساجدهم

وأما إن كان للمسجد مال فيبنى منه إن لم يوجد متبرع وهذا هو الحق المنحى عند الله

كتبه حجة شرعية لهم بتاريخ 10 من صفر عام 1309 هـ - ويوافقه 1892 م - عبد ربه ابراهيم بن محمد المسفيوي لطف الله به

 

 

* * *

 

-------------------------------------------


تحرير : محمد زلماضي المزالي

Zalmadi-mohamed@hotmail.com

-------------------------------------------

 

* * *

 

 

Aucun commentaire: